|
|
| قصه (غضب العاشق) | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
الطائر الحزين مشرفة المناقشات الجادة والمواضيع الهامة
عدد الرسائل : 735 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 22/12/2007
| موضوع: قصه (غضب العاشق) السبت ديسمبر 22, 2007 3:08 pm | |
| رواية : غضب العاشق من روايات : عبير الكاتبة : اليزابيث جراهام
الفصل الاول .... دعوة لم تتم ....
سيداتي ,انساتي , سادتي , دار الأزياء مارينا يسعدها ان تستقبلكم في أول عرض لها في مدينة اكابولكو . الجو الساحر يحيط بنا اوحي الينا بتسمية موضوع المجموعة ب " الاناقة تحت الشمس " . وان عدداً كبيرا من الناس بينكم ربما يتسائلون ما اذا كانت هذه الاناقة ضرورية , فيما يتعلق باللباس الخاص لشاطئ البحر . دار مارينا تؤمن بحزم أن المرأة تهتم بأناقتها وأنوثتها , على الشاطئ كما في النوادي الليلية أو السهرات العائلية .". توقفت لورا ترانت لحظة و راحت تحدّق في الجمهور الجالس وراء الطاولات من السياح الأميريكيين الذين يعتبرون هذا الحدث نوعاً من التسلية الاضافيه في وسط العديد من مختلف الموارد و الثروات التي تشتهر بها محطة الحمامات المشهورة . لا يوجد إلا عدد قليل من الشباب . رجالا أم فتيات . ان معظمهم من الازواج في منتصف العمر . وبرغم الهواء المكيف . كان العرق يتصبب من كل فرد و الرجال يمسحون وجوههم العارية باستمرار . والنساء تخلصن من حدّة الشمس التي تحرق بشرتهن و يتمتعن الآن في الظل بينما يشاركن في حضور عرض الازياء . ولفت انتباه لورا امراة و رجل . الرجل لم يتوقف لحظة عن التفرس فيها مطولاً . ظاهرياً لم يكن أمريكياً . إذ عيناه السوداوان وأنفة المعقوف و فمه المتعجرف وبشرته السمراء الداكنه , كلها تشير الى انه من اصل اسباني . وكذلك المراة التي ترافقه . انها سمراء ذات عينين سوداوين وشعر داكن , ترتدي فستاناً أسود بأكمام طويلة يغطي قامتها الناضجة . التفتت لورا من جديد نحو الرجل الذي كان يحدق فيها ثم نظرت الى الاوراق المطبوعة على ركبتيها وأضافت تقول للجمهور : "والان ماريلا ستفتتح العرض في زي السباحة وسترة الشاطئ المصنوعة من القماش نفسه ". وظهرت على المنصة فتاة طويلة القامة , سمراء , شديدة النحافة وحدها لورا بعينيها الزرقاوين المدربتين ,يمكنها ان تكشف توتر هذه العارضة المبتدئة . لكن مع الوقت سوف تكتسب هذه الفتاه المكسيكية خبرة تجعلها عارضة أزياء من الطراز الاول ... وكانت لورا تشرح للجمهور التفاصيل التي تجعل من هذا الموديل الاناقة و الخفة معاً لكنها استغربت عندما رات ان الفتاه تفقد هدوئها وتضطرب وهي تقترب من المكان الذي يجلس فيه الزوجان المكسيكيان , و بينما كانت عارضة الازياء تعود الى حيث بدأت متوترة , ألقت لورا نظرة سريعه مرتبكة ومترددة الى الزوجين ... الرجل قطب حاجبيه في استهجان واضح ... وبدا انه لا يستحسن رؤية واحدة من بنات بلده تعرض أمام الرجال أزياء السباحة . ورددت لورا لنفسها وهي تهز كتفيها النحيلتين : " هؤلاء اللاتينيين لم يتحرروا بعد . ثم عادت لتكمل تعليقها حول الموضة و تشرح بوضوح فوائد كل زي ترتدية عارضة الازياء التي تمر من امامها . في الاجمال . كانت سعيدة من النتائج بعد أسابيع قليلة من التمارين . ومتى اصبح الموظفون المحليون المكسيكيون العاملون في المحل الجديد قادرين على ان يعتمدوا على انفسهم . حينئذ يمكن للورا ان تعود الى لوس انجلوس .... وبالتالي تلتحق بخطيبها برانت . لكن لا داعي للاسترسال في الافكار خلال عرض الازياء . وعندما انتهى العرض , سرت النساء الامريكيات بالموديلات التي بدت شديدة الاناقة على اجسام عارضات الازياء اللواتي لوحت الشمس اجسامهن . وبدان يطلبن منها بالكميات ... ايلينا , الفتاه المكلفة بادارة الفرع بعد ذهاب لورا ساعدتهن في التوجه الي المحل الواقع في الفندق نفسه . ولما عادت لورا الى الكواليس .. راحت تهنئ عارضات الازياء الاربع بحرارة لهذا العرض الافتتاحي .. وحدها ماريلا لم تكن راضية عن نفسها و لم ترد على ابتسامتها .. فاذا بلورا تقترب منها و تسالها بعدما اسندت ظهرها الى الحائط و كتفت يديها :" ماريلا... ماذا بك ؟". بدت الفتاه المكسيكية بشعرها الاسود اللامع المرفوع بكعكة الى اعلى راسها ايه في الجمال . لكنها ظلت صامتة فأكملت لورا الكلام وقالت :" كل شئ كان رائعاً الى ان وصلتِ الى نهاية المنصة . ماذا حدث حينئذٍ ". اجابت الفتاه بعد تردد ظاهر : " السينيور راميريز , انه لا يحب رؤية امراة ترتدي زي السباحة , الا اذا كانت تسبح او تتشمس على الشاطئ ". فقالت لورا باستغراب وبلهجة لاذعة :" في هذه الحال , لماذا جاء يحضر العرض , يا لهذه السخافة المضحكة !! ومن يكون السينيور .....السينيور راميريز ؟؟ هل هو قريب لك ؟". اجابت ماريلا في نوع من الاحترام : " اه ! لا !! ان السينيور دييغو راميريز هو أحد أهم شخصيات المكسيك . إنه من عائلة عريقة وقديمة لها تأثير كبير في بلادنا . إن السينيور دييغو هو ......." قاطعتها لورا غاضبة أن ترى النساء اللواتي يعشن في القرن العشرين لا يزلن يخضعن للتقاليد البالية ... " ليس هذا امتيازاً يعطيه الحق في ان يقرر أين ومتى يمكن للمرأة ان ترتد زي السباحة .المرأة التي ترافقه لا شك في انها مضطرة إلى أن تخضع لرغباته لكن لا شأن له معكِ . ما بالك . لا حق له عليكِ , اليس كذلك ؟؟". وخلال عرض الأزياء فوجئت لورا مرّات عديدة بالمرأة المكسيكية التي ترافقه وهي تعرب له عن إعجابها ببعض ازياء البحر , لكنه كان يرد عليها بهز رأسه بنفاذ صبر . قالت ماريلا :" آه .. مسكينة سينيورا راميريز .. برغم شبابها ... لاقت الكثير من العذاب "!! اجابت لورا في اقتناع وهي تتذكر نظرة الرجل المكسيكي الملحة :" إني أصدق ما تقولينه ". بعدما ابتعدت ماريلا , اقترب نائب رئيس الفندق من لورا و سألها ما إذا كان الموظفون مستعدين للبدء بتحضير القاعه للحفلة الراقصة . وبعدما وافقت لورا على ذلك , راحت تدقق بسرعة بالفساتين وأزياء السباحة الموضوعة في الخزائن . ثم غادرت الغرفة متوجهة الى القاعة الكبرى التي تطل بابوابها العريضة الزجاجية على البهو الشاسع ..... الاشجار و الشجيرات المزروعة في احواض كبيرة تضفي على المكان جو المشاتل .. ومن بين المشاتل الزنبقية لمحت لورا الرجل الذي أربك منذ لحظات عارضة الازياء المكسيكية ..ماريلا . "انسة ترانت , هل في امكاني ان احدثك قليلاً "؟. كانت لغه الانجليزية كاملة .لاشك في أنه تعلم في احسن المعاهد الاوروبية أو الامريكية بالنسبة الى السياح الذين يهملون اناقتهم , كان يرتدي بذلة بيضاء وربطة عنق مضلعة تظهر اناقته الفاحشة ...كان طويل القامه .. أطول مما كانت تتصوره عندما كان جالساً . ولورا هي أيضاً ممشوقة القوام , ومع ذلك فكان عليها أن ترفع رأسها حى تراه . وعن قرب تبين لها أن عينيه السوداوين هما في الحقيقة بلون المخمل البني الغامق .. أجابته ببرود : " لا أرى مبرراً لأي حديث , يا سينيور راميريز إلا أذا كنت ترغب في الإعتذار لإزعاجك إحدى عارضات الأزياء خلال العرض ". أجاب ببعض السخرية : " لا , لم تكن هذه نيتي يا انسة " . " إذاً , لا يوجد مبرر لتبادل الاحاديث بيننا سينيور راميريز ....." كانت لورا تهم بمتابعة سيرها , لكنه تمسك بذراعها في سطوة وقال مبتسماً :" أرى انكِ تعرفين هويتي , يا انسة .. هذا يتيح لي المجال ان اعبر لكِ عن نواياي , على ما أظن ". قالت لورا في توتر وهي تخلص من قبضته :" نواياك !!؟ لا أعتقد أن ما عندك يهمني حقاً . "" إذاً أنتِ تعتقدين أن دعوة الى العشاء هي نوع من الاقتراح ". "دعوة الى العشاء ؟؟!! ". قال وهو يسخر بلطف :" حتى ملكات الجمال بحاجه الى تناول بعض الاكل , ما هو الغلط برغبتي في تناول العشاء برفقتك ؟ ". "إنك تهينني يا سينيور ". " أنا اهينك يا انسة ؟؟!! لا أفهم .... كيف يمكن لإمرأة جميلة ان تشعر بالإهانة إذا دعاها رجل انيق إلى العشاء ؟؟!!"". ابتعدت لورا بسرعه بعدما رمقته بنظرات غاضبة و قالت : "لماذا لا تسأل السينيورا راميريز ""؟؟!!.. توجهت إلى المحل غاضبة . كيف يمكن لهذا الرجل , المتزوج , ان يتجرأ على إعتبار أن كل النساء طرائد يسهل الحصول عليها "؟! ولم يتغير رأي لورا في السينيور دييغو راميريز عندما جاء في اليوم التالي لحضور العرض الثاني والاخير لأزياء الصيف . وفي هذه المرة كان وحده . واعتذرت ماريلا عن العمل بحجة انها مريضة .وبما أن لورا تتمتع بالمقاييس نفسها , فقد حلّت محلها بلا استعداد, واعطت الميكروفون الى الينيا . ارتدت لورا بذلة السباحة المصنوعة من قماش القطن الأسود وفوقها سترة طويلة مقلّمة سوداء و بيضاء , من قماش الحرير الشفاف تغلّف جسمها النحيف . وأظهر الجمهور اعجابه بالبذلة و راحت النساء تصفقن بحماس بينما الرجال يمسحون جباههم المتصببة عرقاً . إن مهنتها جعلتها تعرف كيف تجابه نظرات الاعجاب في عيون المشاهدين , لكن لورا كادت ترتبك , كما سبق لماريلا ان فعلت , عندما لمحت عيني السينيور دييغو راميريز تشعان غضباً واحتقاراً . قالت ايلينا وهي تملق لورا بنظرة ساخرة وهي توضب الثياب بعد العرض :" من الغريب ان يحضر السينيور راميريز حفلة العرض من دون أن تكون السينيورا معه . ألأ تعتقدين أن هناك سبباً اخر دعاه إلى المجئ !؟". اجابت لورا بجفاف : " مهما كان السبب , فهذا لا يعني لي شيئاً ". لكن عندما رأت نظرات ايلينا المذهولة ,أضافت بلطف :" في بلادي يا الينا الرجال متحفظون في طريقة التعبير عن اعجابهم بالنساء , وخاصة متى كانوا متزوجين !." فقالت ايلينا بذهول : " لكن السينيور راميريز هو ........" فقاطعتها مرت سكرتيرة المحل حين قالت للآنسة ترانت : " المعذرة , آنسة ترانت . مطلوبة على الهاتف . مكالمة من لوس أنجلوس ". " شكراً مرتا . إني آتية للحال ". وبتصميم طردت دييغو راميريز من أفكارها وأسرعت الى المحل , لاشك ان المتصل هو تيم كالديرة المسؤول عن دار الازياء مارينا في لوس انجلوس , ويريد ان يعرف ما هي ردّة فعل الجمهور على أزياء الصيف الجديدة . فالدار تفتتح في الاكابولكو فرعها الأول . ولكن , كل ما كانت تنوي أن تسرده عن هذا الانتصار الذي حققته الدار انمحى عن شفتيها عندما عرفت صوت الرجل الذي يكلمها . "آه برانت ! كنت اتصور أن المتصل هو تيم كالديرة . ويريد الاخبار الاخيرة حول المعرض ". فاجاب برانت بسخرية :" هل انتِ آسفة لسماع صوت خطيبك ؟!". تذكرت لورا في الحال صورة رجل جميل جذاب وبشوش واجابت وهي ما زالت تلهث :" كلا بالطبع , في الواقع , إني ......إني أفضل لو كنت هنا , معي !" ضحك ثم قال :" أحب ما تقولينه . يسرني أن أكون قادراً على الطيران إليكِ , لكن قضية مرسون باتت ذات اهمية اكبر مما كنت أتصوره ومعقدة أكثر أيضاً ". برانت محام طموح وخو يعمل في قضية ذات أهميه , من شانها أن تحقق له الشهرة التي يطمح إليها . ولورا التي كانت تفضل أن تسمعه يهمس لها بكلمات حنونة , اضطرت الى سماعه يشرح لها بالتفصيل موقفه امام المحكمة . وسرعان ما خفّ انتباهها , لماذا لا تكفّ عن التفكير بهذاالمكسيكي الغاضب الذي كان يبدو قادراً على اعتلاءالمنصة و انتشالها من بين العارضات الى مكان ما في اعماق الغابة ؟ لا شك في أن أسلافه الغزاه كانوا يتصرفون هكذا , لو أن السينيور دييغو راميريز هو المتصل بها , هل كان يزعجها بالتفاصيل القضائية التي لا تفهمها , أو يهمس لها بكلمات الحب في صوت مرتجف ؟ وفجأة قالت لورا عندما استعادت وعيها ! " ماذ ... ماذا قلت ...؟؟ هل طرح برانت عليها سؤالاً ..... نعم , لكن ماذا ؟
تابع الفصل الاول ........... | |
| | | الطائر الحزين مشرفة المناقشات الجادة والمواضيع الهامة
عدد الرسائل : 735 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 22/12/2007
| موضوع: رد: قصه (غضب العاشق) السبت ديسمبر 22, 2007 3:13 pm | |
| أجاب مازحاً " لم تصغي الى كلمة واحدة مما قلته ". " بلى بلى .... لكن .... أنا أيضاً مرهقة في عملي ,, واعتقد أن الحرارة تزعجني ".. " هنا المطر يتساقط منذ ثلاثة أيام . إذاً لا تتذمري من الحر ". وفي كآبة مريرة حدّقت لورا في الملف الجديد الموضوع أمامها على المكتب . لم يسألها أي شئ عن اعمالها . فقط " لا تتذمري من الحر ......" " لورا " ؟؟. تنهدت وأجابت : " نعم " . " ألست واقعة في غرام مكسيكي ذي عينين متقدتين ؟". اجابت وقد أغضبتها وقاحته : " في الحقيقة , حتى الآن , لم يتقدم سوى رجل واحد .. إنه جميل المظهر , غني , ودعاني إلى تناول طعام العشاء معه مساء أمس ". فسألها بسرعه :" وهل لبيت الدعوة ؟". أخيراً بدأيهتم بها ..... " لا . إني خطيبتك , يا برانت . إذا كنت ما تزال تتذكر هذا جيداً ". "لا أسمح لكِ أن تنسي ذلك !". "لا تخف .لا خطر من ههذه الناحية . لكن , يا برانت , متى سنحدد موعد زواجنا ؟ لماذا الانتظار ؟ ويمكنني أن أظل أعمل بعد الزواج , و ..... " "إن زوجتي تبقى في المنزل وتهتتم بزوجها وبأولادها , لكن لن نناقش هذا الموضوع الآن , على الهاتف .إن هذه المكالمة تكلفني كثيراً , أريد فقط أن اشرح لكِ لماذا لم يتسن لي الوقت كي أكتب إليكِ . فأنا أعمل ليل نهار في هذه القضية , متى تعتقدين أنكِ ستعودين ؟". " لا اعرف بعد ". انخفض صوته وقال : " أنا مشتاق إليك كثيراً يا حبيبتي ".
وبعدما وضعت لورا السماعه , ظلت جالسة مطولاً أمام المكتب , منغمسة في أفكارها . أطلقت زفرة عميقة ثم نهض وخرجت من المحل الفارغ وأقفلت الباب وراءها . الشقة الصغيرة المريحة التي تسكن فيها لورا خلال إقامتها في أكابولكو تقع في الطابق الرابع من فندق بانوراما , حث يقع المحل الجديد أيضاً . تطل الشقة على خليج صغير . ولا مرة سئمت لورا هذا المنظر المطل على البحر الذي يبدو في النهار وكأنه يعكس بريق الحجارة النادرة . وفي الليل تحت سماء مخملية حافلة بالنجوم . ومن الشرفة كانت تشاهد الرياضيين يمارسون هواية الهبوط بالمظلات فوق المياه الزرقاء , وفي الليل كانت تصغي الى الموسيقى التي يعزفها المكسيكيون على القيثارة والتي يتخللها رقصة الفولادور حيث الرجال يتعلقون بالحبال على عمود متين موضوع في وسط القاعه ويحومون حوله في دوائر تعلو مع ايقاع الموسيقى الصاخبة . ومن وقت الى وقت يعلو نصفيق حماسي من القاعه إعجاباً وتشجيعاً . وبلا وعي عمدت لورا الى إغلاق باب الشرفة والنافذة , فصوت الابواق بدأ يزعجها . لماذا هذه الموسيقى الشعبية البدائية تخلق فيها هذا الشعور بالوحدة الكئيبة ؟ ولماذا تذكرها خاصة بالسينيور دييغو راميريز . هذا المكسيكي المتعجرف الزاثق من نفسه ؟ وبعد أن ألقت نظرة سريعة على محتوى برادها في المطبخ الصغير , قررت لورا أن تتوجه الة مطعم الفندق لتتناول طعام العشاء , فاخذت حماماً سريعاً ثم ارتدت فستاناً طويلاً معرفاً بالاخضر الذي يشبه لون عينيها . ثم وضعت القليل من مساحيق الزينة على وجهها , الكحل الاخضر على الجفن و أحمر الشفاه بلون المرجان ومسحة بودرة على انفها الصغير و جبينها الناعم . ولما ظهرت في بهو المطعم , راح بعض السياح يصفرون . وشقت لورا طريقها وسط هؤلاء السياح عندما شعرت بيد قاسية تتأبط ذراعها وصوت عرفته في الحال يهمس في أذنيها . " كنت في إتظارك . اتريدين تناول العشاء هنا ,أو تفضلين مكاناً حميماً ؟". وبينما هو يتكلم أبعدها عن المعجبين فقالت بصوت بارد وهي تتخلص من قبضته : " لا تقلق عليّ سينيور راميريز ,إني قادرة على ان اتولى أموري بنفسي ". " هل انتِ على موعد مع احد ما ؟". بدأت لورا تتكلم وهي تخفض رموشها الطويلة : " كلا , كنت ... كنت أتوجه الى فندق المطعم لتناول العشاء . فالجميع تعودوا رؤيتي وحيدة ". قدّم لها ذراعه في لياقة , مما جعلها تتأبطه بعد لحظة تردد . استقبلهما مدير التشريفات في الفندق وقال بعدما عرف باستغراب رفيقة السينيور : " آه سينيوريتا ترانت ! ". ثم أضاف باحترام كبير : " مساء الخير , سينيور راميريز !". " كيف حالك , يا توماس ؟". " حسناً , شكراً سأقدم لكما طاولة جيدة ". قال السينيور وعلى وجهه امارات الأسف : " لا يمكنني أن أتناول طعام العشاء مع السينيورا هذا المساء , إني مدعو ولا يمكنني أن أرفض هذه الدعوة بالذات ". أجابت لورا في مرح : " لا داعي للاعتذار , سينيور راميريز . أريد تناول العشاء وحيدة ". بريق غريب ظهر في الوجه الاسمر والتفت دييغو راميريز نحو مدير التشريفات وتحدث اليه باللغة الاسبانية . وادركت لورا أنها فهمت انه يتكلم عن السينيورا راميريز وعيد ميلادها . وبعدما اجلسها أمام طاولة تطل على منظر رائع , علىالخليج المضاء , شرح لها توماس أن هذا العيد سيتم الاحتفال به في غرفة الطعام التابعه للفندق . فقالت لتوماس الذي بدا عليه الانهماك و العجلة : " كنت أفضل ان اجلس أمام طاولتي العادية ". اجابها من دون إخفاء شعوره الفضولي : " إن السينيور راميريز يصرّ على أن اخصص لكِ هذه المائدة , من الآن فصاعداً . لا شك أنه سوف يتناول معكِ العشاء في معظم الاوقات ".!! فردّت لورا في لهجة لا يمكن مناقشتها : " طبعاً لا .. هل بإمكاني الحصول على قائمة الطعام من فضلك ؟". كلمته في هدوء تام , لكنها كانت تغلي في الداخل , وبينما كانت ترمق مدير التشريفات بنظرة عندما كان يعطي اوامره الى الخادم , فهمت من دون صعوبة ماذا كان يقول : " ان السينيورا الجالسة وراء الطاولة رقم 14 هي الرفيقة الجديدة للسينيور راميريز , اهتم بها جيداً ". كانت لورا تود من كل قلبها أن ترفض العشاء وتعود الى شقتها , لكنها كانت تخشى إثارة مشاكل جديدة , فاكتفت بان تختار الوجبة البسيطة . لكنها صرخت عندما رات الخادم يجلب لها المشروب المثلج في زجاجة على رأسها وردة حمراء : "لكن انا لم أطلب ذلك المشروب !!". " انها اوامر السينيور راميريز ". " لا أريد أن أشرب شيئاً . أعدها من فضلك ! ". كانت طاولة السينيور راميريز التي تحتل وسط غرفة الطعام تضم أفراد المجتمع المكسيكي الرفيع . وكان يترأس الطاولة دييغو راميريز وزوجته التي كانت تشع جمالاً في فستانها المطرز المصنوع من القطن الأبيض وكانت تبدو سعيدة لأن تكون هدف نظرات الإعجاب كلها . وعندما رفع دييغو كأسه ليشرب في صحة السينيورا وهو ينظر اليها في حنان , وضعت لورا منشفتها وخرجت بسرعه من المطعم . كيف يمكن لرجل يحب زوجته لهذه الدرجة ان يمهد لإقامة علاقة مع امراة اخرى . ليس في الكون رجل يشبه الرجل اللا تيني الذي يفرض على زوجته القيود . ويطلق لنفسه العنان في اقامة اية علاقه يريد مع النساء !.
تابع الفصل التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاني | |
| | | العارف بالله المشرف العام
عدد الرسائل : 444 العمر : 41 الموقع : https://fager.ahlamontada.com تاريخ التسجيل : 19/12/2007
| | | | sonson_sonson عضودهبى
عدد الرسائل : 175 تاريخ التسجيل : 22/12/2007
| موضوع: رد: قصه (غضب العاشق) الأحد ديسمبر 23, 2007 7:25 am | |
| | |
| | | | قصه (غضب العاشق) | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|