هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصه غضب العاشق (الفصل الثالث)

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الطائر الحزين
مشرفة المناقشات الجادة والمواضيع الهامة
مشرفة المناقشات الجادة والمواضيع الهامة
الطائر الحزين


انثى
عدد الرسائل : 735
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 22/12/2007

قصه غضب العاشق (الفصل الثالث) Empty
مُساهمةموضوع: قصه غضب العاشق (الفصل الثالث)   قصه غضب العاشق (الفصل الثالث) Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 24, 2007 5:15 pm

الفصل الثالث ..............

3- امور تحدث سريعاً !!


لا شك في ان المكسيكيين اسوا من قاد السيارات في العالم .
رددت لورا هذا الكلام وهي تقود السيارة على طول الجادة الجميلة , التي تمتد بمحاذاة مجموعة من الفنادق الضخمة المطلة على الخليج .
ومرة خلال حفلة استقبال حضرتها قال لها رجل اعمال مكسيكي :
" الرجال هنا جبابرة اقوياء .. وأضاف :
" في بلادنا وفي كل المناسبات , على المكسيكي ان يفرض سيطرته وسواء حاول الحصول على امراة او كان يقود سيارته , فانه مضطر الى ان يفعل المستحيل ليؤكد سطوته وعلّو شانه .
وما على المراة إلا أن تطيع ".
استعادت هذه الكلمات , وهي تحاول عبثاً تغيير اتجاه سيرها لتستطيع سلوك طريق المرفأ .
فجأة توقف سائق تاكسي ورمقها بنظرة إعجاب , وتخلّى لها عن فسحة إستطاعت من خلالها عبور الطريق المطلوب .
وبعد دقائق صفّت سيارتها في مرآب نادي اليخوت .
اخرجت من سيارتها كيساً يحتوي على كل ما تحتاجه لإعداد عشاء اميريكي يحب والدها أن يتناوله ,
ثم سارت على رصيف الشاطئ..الى حيث يرسو يخت والدها .
صعدت الى سطح اليخت الخلفي فلم تجد احداً . فنادت وهي تقترب من السلم الذي يؤدي الى قاعة الجلوس و المطبخ :
" ابي !!أبي !! إنني هنا ".
لا جواب . هبطت لورا بحذر السلم الضيق , المطبخ الصغير كان فارغاً ,
وكذلك غرفة الجلوس التي تحتوي على طاولة في وسطها ومقاعد مغلّفة بالنسيج القطني ذي الألوان الزاهية .
اتكأت لورا على أحد الجوانب وغرقت في الذكريات ,
تعرّفت الى الرائحة العادية الممزوجة برائحة سجائر والدها .
وبدأت تنفعل . كم هي نادمة لاها لم تكن مثله شريدة البحار ,
غير ان دان فضّل العمل بنصائح الراهبات اللواتي أشرن عليه بادخال لورا المدرسة الداخلية اذا ارد ا ان يضمن مستقبلها .
ترعرعت لورا على ايدي الراهبات اللواتي كرّسن حياتهن للتربية والتعليم .
مرّة حدثتها الاخت كرميليتا ذات الوجه الملائكي , التي كانت تعلمها اللغة الاسبانية , عن مستقبلها كامراة وذلك عندما عبّرت لورا عن رغبتها في دخول سلك الرهبنة .
اذ قالت لها الراهبة في لطف وهي تبتسم :
"لا يا لورا . سيدخل حياتك يوماً ما رجل يغمركِ بحنانه و تنجبين منه اولاداً تسعدان بهم .
أعتقد يا ابنتي ان دخولك السلك سيكون غلطة ".
سرعان ما نسيت لورا هذه الرغبة , لكن كلمات الاخت كرميليتا ظلّت محفورة في ذهنها .
وعندما التقت برانت اعتقدت انه هو رجل حياتها . فهو يتمتع بمزايا خلقية رفيعة ,
اهمها انه لا يحاول ان يمارس الزواج قبل الاوان وهذا شئ نادر في هذا العصر
حيث لم تعد هناك أية حدود تمنع الرجل والمراة من الاستمتاع .
تناهت الى سمعها خطوات على متن السفينة , فانتفضت واسرعت الى تسلق السلالم ...
"أبي ..اين كنت ؟؟ أرجو ألاّ تكون قد اشتريت اغراضاً للعشاء لأنني .............""
سكتت فجأة وهي ترى شبح دييغو راميريز الممشوق و المفرط في الاناقة منتصباً امامها .
سألته في لهجة باردة :
" ماذا تفعل هنا ؟ بدأت أسأم رؤيتك وملاحقتك لي في كل مكان .
سيأتي والدي في أية لحظة الان , لذلك انصحك بالذهاب ".
قال متجاهلاً ملاحظتها :
" أيمكنني الهبوط إلى داخل اليخت ؟".
"والدي في طريقه الى هنا . ولن تسرّه رؤيتك على متن سفينته ".
لم يأبه لهذا التهديد , بل توجّه في هدوء الى غرفة الجلوس وقال :
" اجلسي يا لورا . لديّ أمر مهم أريد أن أحدثك فيه ".
فقالت في لهجة حاسمة :
"أرجو ان تقول ما عندك بسرعة , أريد إعداد العشاء لوالدي ".
هزّ رأسه في تعبير آسف جعل لورا تشعر بجفاف في حلقها و بقلق غامض ...
قال وهو يسمّر عينيه في عينيها :
" أخشى ألا يتمكن والدك من أن يتناول العشاء معكِ هذا المساء ".
" لماذا " ؟؟
" آسف أن ابلغكِ أن والدك محجوز لدى الشرطة المحلية ".
قالت لورا وقلبها ينبض بسرعة ....
" الشرطة .....إن هذا مستحيل "..
" كنت على الشاطئ القريب جداً من هنا ولاحظت زحمة وهياجاً على السفينة وعرفت الرجل الذي اصطحبته الشرطة : انه الرجل ذاته الذي كان يرافقك في مطعم الميرادور .......وقد كنت اعتبره خطيبك ....."
سألت وهي تنهض غاضبة من دون ان تعي ما قال :
" لكن لماذا اوقفت الشرطة والدي ؟ لم يقم بشئ غير قانوني طيلة حياته ..
لاشك أن ذلك خطأ ... يجب ان اذهب وارى ماذا يجري .... وساقول لهم ....."
وفي حركة نجح دييغو في تهدئتها ...
" ربما فيما بعد علمت من الشرطة التي اوقفته ان والدك متهم بالتورط في عملية تهريب مخدرات ..
وهنا في المكسيك تعتبر جريمة كبيرة ".
رددت لورا منذهلة ....
" تهريب مخدرات ؟؟ أبي ؟؟ لكن مستحيل ,,,, هل سمعت ما أقوله ... هذا مستحيل ".
قال دييغو في حزم ....
" اجلسي "
هبطت الفاته في المقعد ...أما دييغو فظل مستندً الى الطاولة ..
" يجب أن تدركي جيداً ان والدك متهم بجريمة بالغة الاهمية ..
وحسب الادلة التي اكتشفت على متن الباخرة فهو معرض لان يبقى في السجن طيلة الحياة
او لنقل مدة طويلة قبل افتتاح المحكمة "
همست لورا واضعه رأسها بين يديها .....
" محكمة؟؟ لا ... لا يمكنني ان اصدق شئيا كهذا "..
" لكن هذا هو الواقع ...ذهبت الى مركز الشرطة وتوصلت الى التحدث مع والدك ..
فاخبرني بان الرجلين اللذين استاجرا منه اليخت عادا في الصباح الباكر وما لبثا ان غادرا ..
وقالا له انهما سيعودان في المساء .. وكانا على استعداد للابحار فجر الغد ".
قالت لورا مستغربة وهي تقفز ...
" رجلان , هما اذاً المذنبان .. قال لي والدي انهما استاجرا السفينة وفي نيتهما الصيد ,,
لكنهما لم يكونا يعرفان شيئا عن الصيد .. ساخبر الشرطة بذلك "..
ارادت الاسراع نحو الممر لكن دييغو اقفل عليها الطريق وقال وهو يمسكها من كتفيها :
" لا تتصرفي تصرفا احمق! هل تتصورين ان الشرطة هنا ستصغي الى ما تقولينه ,, انتِ ابنته !!".
"لكن يجب ان افعل شيئا ما ".
قال لها بلطف :
" لا يمكنك ان تفعلي شيئا يا لورا امام السلطات ....."
سالته وقد احتلتها الكابة فجاة :
" الى من سالتجئ اذاً ؟ هل في اكابولكو قنصلية للولايات المتحدة ؟".
" كلا .. القنصليه مركزها في مكسيكو .. لكن في مثل هذه القضايا لا يستطيع القنصل ان يفعل اي شئ ".
" يبدو وكانك وجدت الحل ..ارجوك .. قل لي ماذا افعل ؟".
حدّق في عيني الفتاة الخضراوين ثم اخفض جفنيه وقال في صوت مبحوح :
" لديّ نفوذ في بعض الاوساط "
" يمكنك اذا ان تفعل شيئا ما لمساعدة والدي ".
وفي هذه اللحظة بالذات رفع راسه وانتفضت الفتاه امام حدّة نظراته القاتمة :
"لكن نفوذي يكون له صدى اقوى اذا ......."
عمّ صمت طويل راح فيه قلب لورا ينبض بسرعة ...
واضاف :
"اذا كنتِ زوجتي ".
كالبلهاء راحت لورا تحدّق فيه وهي تلاحظ برغم الصدمة القوية وجهه ذا
الملامح البارزة ورموش عينيه الطويلة وقساوة فمه ورددّت في صوت خفيض :
" زوجتك ؟ لكن الا تكفيك زوجة واحدة !".
هزّ راسه في تلهف :
" أنا لست متزوجاً والمرأة التي تعتقدين أنها زوجتي هي في الحقيقة أرملة أخي الصغير ..جيم .
. الذي قتل السنة الماضية في سباق القوارب الآلية ".
" لكنني كنت أعتقد ...."
توقفت ..... وكل شئ يغلي في ذهنها ..
" نعم .. اني اعترف انني جعلتك تعتقدين ان كونسويلو زوجتي لم يكن ذلك قصدي في بداية الامر ..
ولكن عندما وضعت في ذهنكِ انّ المراة التي
ترافقني في حفلة عرض الازياء هي زوجتي ,
لم اكن قادرا ان انكر ذلك .. كنت اريد ان اعرف ما اذا كنتِ قادرة على الصمود
مدة طويلة امام رجل تعتبرينه متزوجاً ".
ولان تعبيره بعض الشئ ...ثم قال ..:
" اني اعترف بانك تصرفتِ بعناد وتصلب "..
ما زالت لورا مضطربة لوضع والدها المؤسف ,, فلم تسجل هذا الاعتراف الجديد .
" لم افهم بعد .. هل كان ذلك امتحاناً ؟؟ أهذا ما تقصده ؟".
" نوعاً ما .. نعم ."
تناول من جيب سرواله علبة السيجار واخرج سيجاراً صغيراً واشعله بقداحة ذهبية ..
خارت قدما لورا وهبطت في المقعد ....
قال دييغو وهو ينظر من نافذة اليخت :
" يهمني جدا فيما يتعلق بهذه الامور ان تكون زوجتي مترفعة عن اية شبهة ".
تأملته لورا لحظة من غير ان تقول كلمة ...
فهي حزينة لما حصل لوالدها ثم صرخت وهي تستعيد وعيها ...
" لكنك مجنون حقاً ! لن استطيع ان اتزوجك ..
يبدو انك نسيت اني مخطوبة واني ساتزوج حين اعود الى لوس انجلوس ".
سأل دييغو وهو يتفحص وجه لورا الجميل المحمر خجلاً :
" هل تحبين ذلك الرجل ؟".
أكدّت له وهي تقف لتواجهه وعيناها تتوهجان غضباً :
" طبعاً .. ولماذا اتزوجه اذا لم اكن احبه ؟".
ما من احد يعرف ما الذي يدفع النساء الى الزواج ...
هل هو المال ام المركز ام الاستقرار .. ام الحب ,
خطيبك , هل هو غنيّ ؟".
" كلاّ . انه محام شاب ما زال في بداية الطريق .. يمكنك ان تلغي السببين الاولين ".
" اذاً لا شك أن السبب الثالث هو الذي ينطبق عليكِ , الاستقرار ...
اهذا ما يقدمّه لكِ ؟
منزل في حيّ جميل , وولد أو ولدان .. وسهرة نهاية الاسبوع في النادي ".
" وماذا عندك ضدّ هذا النوع من الحياة , في كل حال انه وضع معظم الناس في بلادنا ,
ولست اخجل من كوني جزءاً منهم ".
ثم اضافت في لهجة ساخرة :
"طبعاً , ليس بامكان الجميع ان يملكوا منزلا يقع في محطة الحمامات الاكثر شهرة في العالم ,
وربما ايضاً قصراً في مكسيكو ".
اخذ دييغو نفساً من سيجاره وقال في تمهل :
" ليس في هذا خطأ .. في كل حال ان المراه تحب بشغف الرجل الذي يؤمن لها كل هذه المتعه ..
هذا ما يوصلنا الى السبب الرابع الذي هو .... ".
قاطعته لورا قائلة:
" لماذا نتجادل في هذه الامور السخيفة بينما أبي يقبع في احد سجون بلادك التعيسة ؟
سوف أصبح مجنونة مثلك .... "
اجابها دييغو ...:
" اني لست مجنونا . لكني انتهازي .. واعترف بان سجوننا ليست كما يجب وخصوصاً اذا كان السجين متهماً بتهريب المخدرات ,
لكن يمكنني القول ان والدك لا يلقى معاملة سيئة ..
لقد حاولت اقناعهم بان يقدموا له الطعام المعقول وان يجعلوا زنزانته في وضع مريح ومقبول ".
فقالت في صوت مخنوق :
" شكراً .. المال يفعل كل شئ , اليس كذلك ؟".
" في مثل هذا الوضع , المال وحده لا يكفي ..."
ترددّ ثانية ثم أضاف :
" ان الموظفين الذين اتصلت بهم من اجل مساعدة والدك عطفوا عليه ,
ليس من اجل المال , بل بسبب قرابتي لوالدك ".
" لقرابتك بوالدي .....؟ لكنك لم ..... لم تقل لهم ان .........ان ........"
قال لها وهو ينظر اليها في جراة :
"قلت لهم انكِ ستصبحين زوجتي . وانني لا ارضى ان ارى عمي يلقى معاملة المجرمين ".
فهمست لورا وهي شاحبة الوجه :
" كيف تجرات وقلت ذلك ؟".
" هل تعارضين ان ينال والدك معاملة حسنة ؟"
اجابت في غضب :
" لا .. انما يزعجني انك كذبت من اجل ذلك ...
وماذا اخبرت والدي ؟ هل كذبت عليه ايضاً ؟".
" الحقيقة اخبرته عن رغبتي في الزواج منكِ ...
وان ذلك سيتم ابكر مما كنت اتوقع .. نظراً للاوضاع الحالية ...."
تقدم دييغو منها خطوة واخذها من ذراعيها وقال في صوت خفيض :
" لن اخفي عليكِ انني كنت افضل ان يتسنى لي الوقت لان اغازلكِ يا حبيبتي .. لكن ...."
وبحركة عنيفة تخلصت من قبضته وقالت بغضب :
" انني امنعك من ان تناديني هكذا ؟ انا لست حبيبتك ولن اصبح حبيبتك ابدا ".
فقال دييغو وهو يبتعد عنها :
" حسنا " .
توجّه نحو السلم ثم التفت ونظر اليها باشمئزاز واستخفاف وقال :
" اذا غيّرت رايك يا انسة , يمكنك ان تتصلي بي في فيلا جاسينتا ,
انه اسم منزلي ".
ثم اخرج من جيبه دفتراً صغيراً , وكتب بعض الارقام .. ثم اقتلع الورقة واعطاها اياها قائلاً :
" ان رقم هاتفي غير موجود في الدليل الهاتفي .. فلا تضيعي الرقم , الى اللقاء ".
ضغطت لورا على الورقة بين اصابعها الجامده وهي تنظر الى دييغو يصعد الى سطح السفينه .
وبعد ذهابه شعرت فجأة بضياع وحيرة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطائر الحزين
مشرفة المناقشات الجادة والمواضيع الهامة
مشرفة المناقشات الجادة والمواضيع الهامة
الطائر الحزين


انثى
عدد الرسائل : 735
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 22/12/2007

قصه غضب العاشق (الفصل الثالث) Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصه غضب العاشق (الفصل الثالث)   قصه غضب العاشق (الفصل الثالث) Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 24, 2007 5:16 pm

عادت الى غرفة الجلوس واسترخت في احد المقاعد وعيناها تحدّقان في رقم الهاتف الذي انحفر للحال في ذهنها ,
لكن لابد من ايجاد طريقة لاخراج والدها من السجن من دون الاضطرار الى اللجوء الى الزواج من هذا المكسيكي المتوحش !
" ايمكنني ان افعل لكِ شيئا يا انسه ؟".
ان مهنة لورا جعلتها تعتاد سماع كلمات الاعجاب .
ومع ذلك فقد انتفضت امام نظرات الموظف الملحة الذي يحرس باب مركز الشرطة , وبين شفتيه سيجارة .
"انني ..... اريد ان ارى والدي , دانييل ترانت ".
سالها الشرطي في فضول وهو يعريها بنظراته :
" هل انتِ الفتاة الاميريكية ؟"
فقالت بترفع :
"قل لي فقط اين يمكنني التحدث الى الشرطي المسؤول ".
اجابها ببطئ وفي لهجة مليئة بالاشمئزاز والكراهية :
" أظن انه مشغول في الوقت الحاضر ".
لكن لورا مرت من امامه من دون ان تلح عليه ودخلت الى البهو
ولاحظت من خلال باب مفتوح رجلاً ضخماً يرتدي بذلة رسمية جالس وراء مكتبه وزجاجة عصير في يده .
ولدى رؤيته الفتاة الشقراء , نهض الضابط في سرعة وقال :
" انسة ماذا تريدين ؟".
" اريد ان ارى والدي , دانييل ترانت . جئ به الى هنا بعد ظهر اليوم ".
فاجابها الرجل مقطباً عن حاجبيه :
"موعد الزيارة ليس الان عودي في الغد ..."
رفعت الفتاة يدها لتبعد شعرها عن وجهها , واذا بها ترى ملامح الضابط تتغير فجأة :
" هل قلتِ انك تريدين رؤية السينيور ترانت ؟ اذاً انت ِ ......."
" ابنته ".
" خطيبة السينيور راميريز ؟".
سحابة مفاجئة مرّت في عيني الشرطي الصغيرتين ,
انه يستغرب كيف انّ رجلاً غنياً اهدى خطيبته خاتم خطبه عادياً جداً .
تبعت الشرطي في طول الممر الضخم التي تفتح عليه الابواب السوداء الضخمة .
فلما وصل الى الباب الاخير , ادخل مفتاحاً في القفل وفتح الباب .
قالت لورا وهي تدخل الى غرفة صغيرة :
"شكراً يا سيدي ".
الاثاث الوحيد في الزنزانة هو سرير بسيط فوقه رفّ من الخشب الابيض وطاولة وكرسي كان يجلس فيها والدها , صرخ دان وهو ينهض :
" لورا , ابنتي الصغيرة !".
ركضت اليه وعانقته وهمست في صوت متقطع وهي تضغط على كتفيه :
"ابي ..... اه ابي ! ".
قفال في صوت منفعل :
" لم اكن اريد ان تاتي الى هنا . الم يحضر راميريز معكِ ؟".
" هو ... اه ... لا , لا يعرف انني هنا ...."
فقال دان مقطباً حاجبيه :
"اني اشك في انه سمح لكِ ان تاتي لوحدك الى مثل هذا المكان ....
اجلسي في الكرسي .. وانا ساجلس على السرير ".
ولما راى نظرات ابنته المشمئزة وهي تنظر الى غرفته , ابتسم في سخرية وقال :
" لا يبدو لك المكان فاخراً يا صغيرتي , لكنه بكل تاكيد افضل مئة مرة من الزنزانة التي القوني فيها عند وصولي ".
فانفجرت قائلة بغضب :
" لكن ليس مفروضاً ان تكون هنا ! ".
اجابها في لهجة مهدئة :
"أعرف ذلك يا صغيرتي . ااعرف جيداً . وانا ايضاً احسست بالشعور نفسه عندما وصلت الى هنا ,
لكن عندما رايت كيف يعاملون الموقوفين ................"
توقف ثم انحنى ليضع مرفقيه على ركبتيه :
" هل تصدقين اذا قلت لكِ انّ بعض الاميركيين وبعض الاجانب موجودون هنا منذ اشهر ...
بل منذ سنوات عديدة من دون ان يمثلوا امام المحكمة ,
لا عائلاتهم ولا محاموهم ولا احد يمكن ان يفعل شيئاً لمساعدتهم ".
قالت لورا في استغراب :
" ربما هم مذنبون ! لكن انت لست كذلك , يجب ايجاد طريقة لاقناعهم بانك برئ ".
تنهد دان وهو يزرع ارض الغرفة الصغيرة وقال :
" يا ابنتي المسكينة , في هذا البلد اهم شئ ان يكون لك اصدقاء في الدولة .
على فكرة رجال الشرطة لم يعتقلوا بعد الرجلين اللذين استاجرا سفينتي ".
" متى القوا القبض عليهما , يطلقانك في الحال ".
هزّ دان رأسه وقال :
" هذا شئ رائع ! لكن ما أعرفه عن هذين الرجلين قليل جداً ,
إلا انهما لن يترددا في ان يفعلا ما في وسعهما للتخلّص من هذه الورطة ,
يجب النظر الى الامور بلا خوف , يا لورا .... ربما قالا انني متواطئ معهما ".
" لكن هذا ليس صحيحاً ".
وبعد تنهد عميق , عاد دان ليجلس على السرير ثم قال :
" انا وانتِ نعرف ذلك تماماً . لكن هل بامكاننا اقناع الاخرين؟".
فقالت وهي تضغط على يديها :
"سوف اطلب من برانت ان ياتي الى هنا فهو يعرف ما يجب عمله ".
" هل هذا صحيح ؟".
التقى نظره المرتاب بنظر ابنته , فاخفضت لورا عينيها ,
انها تعرف بماذا يفكر والدها , لقد اظهر برانت انزعاجه فيما يتعلق بالحياة الحرة التي كان يعيشها والدها . شعرت لورا بفقدان الامل وقالت في صوت غير اكيد :
" اسمع , يمكنه ان يدلنا الى محام صديق له . وفي كل حال فان برانت متخصص بالدفاع عن حقوق الشركات , وهذه القضية ليست من اختصاصه ."
فقاطعها دان في قسوة لم تتعود عليها من قبل :
" الم تفهمي ما قلته لكِ . المحامي الاميريكي لا يمكنه ان يفعل شيئاً في هذا البلد ...القانون وحده يطبق ".
همست لورا في صوت مخنوق :
" لكن يجب ان نفعل شيئاً "
اكدّ لها دان في قوة :
" هناك شخص واحد قادر على اخراجي من هنا هو السينيور دييغو راميريز ...
لديه النفوذ والمال والعلاقات ".
توقف قليلاً ثم أضاف :
" وهو يريد الزواج منكِ ".
فهمست قائلةً :
" آه .. هل فاتاحك بالامر ؟".
" تصرّف بوضوح ...لكن , يا ضغيرتي , لماذا لم تخبريني بأن الامور وصلت الى هذا الحد بينك و بينه ؟
مساء أمس في فندق الميرادور جعلتني اعتقد بانه رجل متزوج ...."
" صحيح ؟ اووه ...."
من الصعب ان تقنع والدها بانها قبلت الزواج من دييغو اليوم فقط بعدما كانت تعتقد بالامس بانه متزوج فعلاً .
ليس هناك الا حل واحد وهو الاعتماد على هذا الرجل المكسيكي لينقذ والدها من هذا المازق الصعب .
فقالت في خجل :
" في الحقيقة , كان يزعجني بعض الشئ ان اعلمك بقراري قبل ان افسخ خطبتي من برانت ".
وصدّقها دان ..اذ قال وهو ينحني ليضغط على يديها بحنان ...
" انكِ لا تتصورين الى اي درجة انا سعيد من أجلكِ.
يا ابنتي الصغيرة مساء امس رايت دييغو راميريز شعرت بانه رجل حياتك , اكثر من برانت .
اني اقول لكِ هذا بصراحة . ان دييغو يحبكِ . هذا هو واضح للغاية , نظراته لا شك فيها ... و .....".
توقف فجاه ليمرر يده في شعره ثم اضاف :
" شرط الا تعتقدي ان هذه الظروف الصعبة هي التي تدفعني لان اقول ما اقول ,
افضّل ان ابقى هنا واموت على ان اراكِ ..........."
قاطعته لورا بسرعة قائلةً :
"اعرف ذلك يا ابي , لكن في وسع دييغو ان يسوّي الامور ,
انه يعرف عدداً كبيراً من الشخصيات البارزة في الدولة .
سترى ان بقائك في السجن لن يطول ."
" هل انتِ متاكده تماماً من عواطفكِ يا لورا ؟
الزواج من رجل مثل راميريز هو زواج لا يمكن فسخه , لا تنسي ذلك .
اذا كنتِ تشعرين بانكِ غير واثقة من الامر قولي بصراحة ,
في كل حال لا شئ يؤكد انني ساستعيد حريتي حتى ولو بمساعده دييغو . يجب الاّ تتاثري
بوضعي الحالي ولا تلقي بنفسكِ في زواج تندمين عليه مدى الحياة ".
أخفضت لورا عينيها على يدي والدها الضاغطتين على يديها ,
لقد اكدّ والدها قائلاً :
" الزواج برجل مثل راميريز هو زواج لا يمكن فسخه ".
وهي التي كانت تظن انّ هذا الزواج مؤقت ينتهي بمجرد خروج والدها من السجن .
ومع ذلك شعرت بالامل في ان كل شئ سيتم بصورة حسنة .
رفعت عينيها ونظرت الى والدها وقالت :
" نعم يا ابي , اني متاكده من حقيقة عواطفي .
ولا اتصور حياة سعيدة من دون دييغو ".
وللمرة الاولى ابتسم دان في استرخاء ,
وعندما غادرت لورا والدها بعد دقائق , كان في غاية الغبطة والانشراح ومتفائلاً بقدرة صهره العتيد على وضع حدٍ لهذه الازمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sonson_sonson
عضودهبى
عضودهبى
sonson_sonson


انثى
عدد الرسائل : 175
تاريخ التسجيل : 22/12/2007

قصه غضب العاشق (الفصل الثالث) Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصه غضب العاشق (الفصل الثالث)   قصه غضب العاشق (الفصل الثالث) Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 25, 2007 4:36 pm

مشكورة جدا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
العارف بالله
المشرف العام
المشرف العام
العارف بالله


ذكر
عدد الرسائل : 444
العمر : 41
الموقع : https://fager.ahlamontada.com
تاريخ التسجيل : 19/12/2007

قصه غضب العاشق (الفصل الثالث) Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصه غضب العاشق (الفصل الثالث)   قصه غضب العاشق (الفصل الثالث) Icon_minitimeالخميس ديسمبر 27, 2007 12:39 am

تسلم ايديكى على الفصل دة قصه غضب العاشق (الفصل الثالث) 138370
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fager.ahlamontada.com
الطائر الحزين
مشرفة المناقشات الجادة والمواضيع الهامة
مشرفة المناقشات الجادة والمواضيع الهامة
الطائر الحزين


انثى
عدد الرسائل : 735
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 22/12/2007

قصه غضب العاشق (الفصل الثالث) Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصه غضب العاشق (الفصل الثالث)   قصه غضب العاشق (الفصل الثالث) Icon_minitimeالخميس ديسمبر 27, 2007 1:09 am

فجر الحيـــاة كتب:
تسلم ايديكى على الفصل دة قصه غضب العاشق (الفصل الثالث) 138370
مرسي خالص ربنا يخليك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصه غضب العاشق (الفصل الثالث)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصه غضب العاشق (الفصل التاني)
» غضب العاشق ( الفصل الرابع )
» الفصل السادس (قصه: غضب العاشق)
» الفصل السابع (قصه غضب العاشق)
» الفصل الثامن (غضب العاشق)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتديات العامة :: القصص والحكايات-
انتقل الى: